التطوع روح التنمية والإنسانية
في ظل تنقلي الدائم بين صنعاء وحضرموت وعدن لغرض العمل الخاص بي وتحقيق طموحي كنت لا ازال اشعر بجانب ما بداخلي لايزال فارغ وكانت تراودني بصورة مزمنة الحاجة للانظمام لعمل طوعي انساني او مجتمعي ولم اكن اعرف طريق البداية ..
كانت تجمعني علاقات مباشرة بأصحاب المؤسسات والجمعيات والمبادرات في عدن وحضرموت وصنعاء ولكن كان الخجل يحول بيني وبين طلب الانظمام لهم كمتطوعة وبدون مقابل مادي فقط مبادرة مني لسد جوعي للعمل الطوعي.. وانطلاقا من ذلك انشأت مبادرة طوعية خاصة بي وباصدقائي وعائلتي للمساعدة الاسر الاشد فقرا بمعونات شهرية ومنها زادت شراهتي للعمل الطوعي الانساني ..
الى ان اتت فرصة مدبرة بطريقة إلهية اعفتني من التعرض للخجل في طلب التطوع..
حيث التحقت ببرنامج تدريبي وكانت احدى المتدربات هي مدير الشؤون الادارية في مؤسسة آفاق شبابية وتحدثنا في جوانب العمل الطوعي وابديت اهتمامي الصارخ بالجانب الانساني والمجتمعي وأبدت لي استعداد مؤسسة آفاق بانظمامي لها كمتطوعة متى كان الوقت مناسبا لي للإنظمام.
بعدها بفترة وجيزة جاءني اتصال منها لتعرض علي فرصة العمل كمتطوعة لدى مؤسسة آفاق شبابية في سلسلة من المشاريع الخاصة بالاعانات النقدية التي تستهدف مخيمات النازحين والاسر الأشد فقرا والمتضررين من السيول وغيرها من المساعدات والتي تم تنفيذها في شهر رمضان المبارك وامتدت لأيام العيد ..
وافقت بالطبع على ذلك وكانت من امتع اوقاتي لم اكن اولي لحرارة الصيف وجوع الصوم اي اهتمام كانت متعتي تكمن في ابتسامة مستفيد (محتاج).
بعدها انظممت الى مؤسسة آفاق شبابية كمنسقة لمشروع اعانات نقدية جديد كوني مدركة للاجراءات اللازمة لتنفيذ المشروع من خلال مشاركتي كمتطوعة في سلسلة المشاريع الخيرية الرمضانية
وهنا كانت الانطلاقه الحقيقية حيث تعاقدت المؤسسة معي لتنسيق مشروع آخر يتطلب امكانيات اكبر وكانت المؤسسة بكافه طاقمها متعاونون جدا لتطوير الجانب المعرفي لدي بشكل سريع لاواكب التطور المهني الذي يحدث لي داخل المؤسسة ، حتى شغلت فيها مقعد مساعد مختص البرامج والمشاريع.
لم اخجل وأنا في عقدي الثالث أن اعمل كمتطوعة إيمانا مني بأن التطوع عادة لا تقتصر على الشباب خريجي الثانوية او الجامعة لملئ صفحات السيرة الذاتية، بل يجب أن تكون قيمة إنسانية يتعاطاها الجميع وثقافة مجتمعية يمارسها الكبير والصغير في سبيل خدمة المجتمع
سعاد مبارك